المسابقة الوطنية حول مشروع المؤسسة المندمج بالمغرب.
تفعيلا لأهداف و التزامات خارطة الطريق 2022-2026 من أجل مدرسة عمومية ذاث جودة، فقد أصدرت وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و الرياضة يوم الأربعاء 19 فبراير 2025المذكرة رقم 016×25 في شأن المسابقة الوطنية حول مشروع المؤسسة المندمج.
تُعد المسابقة الوطنية حول مشروع المؤسسة المندمج واحدة من المبادرات الطموحة التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب، بهدف تعزيز جودة التعليم وتحسين الأداء المدرسي عبر نهج بيداغوجي مبتكر يركز على تكامل مختلف عناصر العملية التعليمية. تسعى هذه المسابقة إلى تشجيع المؤسسات التعليمية على وضع مشاريع تربوية متكاملة تساهم في تحسين بيئة التعلم، رفع مستوى التلاميذ، وتعزيز الانفتاح على المجتمع.
مفهوم مشروع المؤسسة المندمج
تعريف مشروع المؤسسة المندمج
يُعرف مشروع المؤسسة المندمج بأنه إطار تربوي واستراتيجي يهدف إلى تطوير المؤسسة التعليمية وفق رؤية شاملة، ترتكز على مقاربة تشاركية تشمل جميع الفاعلين التربويين، من إداريين، وأساتذة، وتلاميذ، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، والشركاء المحليين. يعتمد المشروع على تخطيط محكم يهدف إلى تحسين جودة التعلمات، وتقليص الفوارق التعليمية، والرفع من مستوى الأداء التربوي داخل المؤسسة.
أهداف مشروع المؤسسة المندمج
تحسين جودة التعليم والتعلم من خلال وضع برامج ومشاريع تنموية داخل المدارس.
تشجيع الإبداع والابتكار في تقديم المحتوى التعليمي وتطوير البيداغوجيات الحديثة.
تعزيز التعاون والشراكة بين مختلف الفاعلين التربويين داخل المؤسسة وخارجها.
تقليص الفوارق التعليمية والاجتماعية بين التلاميذ من خلال استراتيجيات دعم وتوجيه فعالة.
خلق بيئة مدرسية جاذبة ومحفزة على التعلم عبر أنشطة مدرسية متنوعة ومتكاملة.
تنمية الكفايات الحياتية للتلاميذ وتعزيز قدراتهم في التفكير النقدي، والتواصل، والعمل الجماعي.
أهمية المسابقة الوطنية حول مشروع المؤسسة المندمج
تكتسي هذه المسابقة أهمية بالغة نظرًا لدورها الفعال في تطوير المؤسسات التعليمية وتحسين أدائها. ومن أبرز الفوائد التي تحققها:
تحفيز المؤسسات التعليمية على تبني رؤية استراتيجية واضحة تعتمد على التخطيط والتنفيذ والتقييم.
دعم الابتكار في المجال التربوي عبر تبادل الخبرات بين مختلف المؤسسات المشاركة.
إشراك التلاميذ في العملية التربوية من خلال منحهم دورًا نشطًا في تنفيذ المشاريع.
تعزيز التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي عبر شراكات مثمرة تهدف إلى تطوير التعليم.
توفير بيئة تنافسية صحية تدفع المؤسسات إلى تطوير مشاريعها وفق معايير الجودة المطلوبة.
محاور المسابقة ومعايير التقييم
المحاور الرئيسية للمسابقة
تعتمد المسابقة الوطنية حول مشروع المؤسسة المندمج على عدة محاور رئيسية، يتم من خلالها تقييم جودة المشاريع المقدمة من طرف المؤسسات التعليمية:
المقاربة التشاركية: مدى إشراك جميع الفاعلين (إداريين، أساتذة، تلاميذ، شركاء، آباء وأولياء التلاميذ) في إعداد وتنفيذ المشروع.
الجودة التربوية للمشروع: مدى مساهمة المشروع في تحسين مستوى التعلمات وجودة التدريس.
الابتكار والإبداع: تقديم حلول جديدة ومبتكرة لتحسين البيئة التعليمية داخل المؤسسة.
الأثر والفعالية: مدى تأثير المشروع على تحسين التحصيل الدراسي وتقليل الهدر المدرسي.
الاستدامة: استمرارية المشروع وإمكانية تطويره وتعميمه على مؤسسات أخرى.
الشراكة والتعاون: مدى نجاح المؤسسة في إقامة شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع المحلي لدعم المشروع.
معايير التقييم
تخضع المشاريع المقدمة في إطار المسابقة لمعايير دقيقة لضمان الشفافية والجودة:
الوضوح في الأهداف والتخطيط الاستراتيجي.
مدى تحقيق المشروع لمؤشرات الأداء المحددة.
جودة التنفيذ ومدى تأثيره الإيجابي على العملية التعليمية.
درجة الابتكار والإبداع في الحلول المقدمة.
مدى إشراك المجتمع المحلي في دعم المشروع.
مراحل المسابقة
تمر المسابقة الوطنية حول مشروع المؤسسة المندمج بعدة مراحل لضمان انتقاء أفضل المشاريع:
الإعلان عن المسابقة وفتح باب الترشح: يتم إبلاغ المؤسسات التعليمية عبر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
إعداد المشاريع من طرف المؤسسات التعليمية: يتم تقديم مشاريع متكاملة وفق دفتر تحملات محدد.
انتقاء أولي للمشاريع: تقوم لجان التحكيم المحلية بدراسة المشاريع المقدمة واختيار الأفضل منها للمرحلة الجهوية.
المسابقة الجهوية: يتم تنظيم تقييم للمشاريع المتأهلة على مستوى الأكاديميات الجهوية.
التقييم الوطني: يتم اختيار المشاريع الفائزة على المستوى الوطني من خلال لجنة تحكيم متخصصة.
الإعلان عن النتائج وتوزيع الجوائز: يتم تنظيم حفل وطني لتكريم المؤسسات الفائزة.
دور وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في دعم المسابقة
تلعب وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة دورًا رئيسيًا في تنظيم هذه المسابقة، وذلك من خلال:
توفير الموارد والدعم التقني للمؤسسات التعليمية لتطوير مشاريعها.
تنظيم ورشات تدريبية لفائدة الأساتذة والإداريين حول كيفية إعداد مشاريع المؤسسة المندمج.
إشراك المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة في دعم وتمويل المشاريع المتميزة.
تحفيز المؤسسات الفائزة من خلال تقديم جوائز وشهادات تقدير.
نماذج لمشاريع ناجحة في إطار المسابقة
1. مشروع دعم التعلم الرقمي
تمكنت إحدى المؤسسات الفائزة من تنفيذ مشروع يهدف إلى دمج التكنولوجيا في التعليم عبر تجهيز قاعات دراسية بألواح رقمية، وإنشاء منصة إلكترونية لدعم التعلم الذاتي.
2. مشروع المدرسة الخضراء
اعتمدت إحدى المؤسسات مشروعًا بيئيًا يركز على إعادة التدوير وترشيد استهلاك الطاقة داخل المدرسة، مما ساهم في تحسين الوعي البيئي لدى التلاميذ.
3. مشروع تعزيز القراءة والكتابة
أنشأت مؤسسة أخرى مكتبة رقمية وقامت بحملات تشجيع القراءة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في مستوى التلاميذ في اللغات.
التحديات التي تواجه المسابقة وكيفية التغلب عليها
التحديات
ضعف التمويل في بعض المؤسسات التعليمية، مما يحد من تنفيذ المشاريع الطموحة.
ضعف المشاركة المجتمعية في دعم المشاريع.
الحاجة إلى تطوير مهارات التخطيط لدى بعض الأطر التربوية
الحلول المقترحة
تعزيز الشراكات بين المدارس والقطاع الخاص لدعم المشاريع المتميزة.
تنظيم ورش تكوينية حول التخطيط الاستراتيجي وإعداد المشاريع.
توسيع نطاق التوعية بأهمية المسابقة ودورها في تحسين جودة التعليم.

الختام
تُعتبر المسابقة الوطنية حول مشروع المؤسسة المندمج ركيزة أساسية في تطوير المؤسسات التعليمية بالمغرب، حيث تشجع على الابتكار وتحقيق الجودة في التعليم. من خلال دعم هذه المبادرات، تفتح الوزارة الأبواب أمام المدارس لاعتماد نهج حديث في التدريس والتسيير، مما يسهم في تحسين المنظومة التعليمية ككل.
إن نجاح هذه المسابقة لا يعتمد فقط على التنافس، بل على التعاون والتبادل المعرفي بين المؤسسات، مما يجعلها تجربة تعليمية قيمة تعود بالفائدة على الجميع.
لتحميل المذكرة رقم 016×25 في شأن المسابقة الوطنية لمشروع المؤسسة المندمج من هنا.